الدولة الأموية ..محل جدل ..

0 48


بقلم ..أحمد عدلي تمام

كانت الدولة الأموية –ولا تزال- محل جدل عند
الحديث عنها ما بين مؤيد ومعارض .. وعندما دار حديث بيني وبين أحد الأصدقاء انهال
علي دولة بني أمية بالمدح والثناء وأبرز ما ركز عليه هي حركة الفتوحات الكبيرة
التي حدثت في عهد الأمويين وان الدولة الإسلامية بلغت أقصي اتساع لها في تلك
الحقنة الزمنية من حكم معاوية وسلالته .
لكن صديقي نسي أنه لما كثرت هذه الفتوحات واشتد عودها ودخل الناس في دين الله
أفواجا ، كان ذلك موجبِا لإسقاط الجزية عن هؤلاء الملمين الجدد ، لكن الأمويين لم
يفعلوا ذلك وأبقوا الجزية عليهم بحجة أن اسلامهم ناقص ، وأن هناك شروطا ليكتمل هذا
الإسلام ويصِحّ وكانت هذه شروطا تعجيزية ما أنزل الله بها من سلطان ، أدت إلي تمرد
وثورة هؤلاء القوم ، بل وانضم إليهم في تمردهم عمر بن عبد العزيز حينما قال ان
محمدا بُعث هاديا وليس جابيا .

كما تعصب الأمويون للعرب تعصبا شديدا وظهرت عنصريتهم في معاملتهم لأهل البلاد
المفتوحة ومنعهم من حقوق كثيرة ، بل وصل الحد إلي منعهم من إمامة العرب في الصلاة
أحيانا.

وها هم الشيعة الذين ذاقوا الويلات وتجرعوا مرّ الاضطهاد الأموي مما جعلهم يكفرون
بالسلطة البشرية وهذا ما أدي إلي قولهم بالإمامة لأنها تتماشي مع العدل الإلهي
وليس مع الظلم البشري.
كانت الدولة الأموية مثالا سيئا للإسلام مما أدي لنشأة الكثير من الحركات
التكفييرية فرأينا الخوارج الذين استمرت ثورتهم علي الأمويين قرابة القرن
لاعتقادهم أن الدولة استبدلت النظام الشوري الملك الورائي العضود .

كما أن اعمال الدولة كانت نموذج للفصل بين الإيمان والعمل مما ابعدها عن قيم الدين
وذلك ببثها في المجتمع المسلم عقديتي “الجبر” و”الإرجاء” تتخذ
الأولي ذريعة لتبرير أفعالها وتحويلها للسلطة السياسية إلي ملك وراثي عضود ،
وتحاول بالثانية أن تهرب من إدانة المعارضة لها ، وحكمها علي الدولة والحكام
بالكفر لما رأت من مظالم .. كما أن بعضا من أصول فكر المعتزلة -أصل الوعد والوعيد-
ظهر لمعارضة فكر الإرجاء هذا الذي أملي للظالمين بينما كان المعتزلة يتهمونهم
بالفسق ويحكمون عليهم بالخلود في النار .. كما أن أصلا آخر من أصول المعتزلة  وهو “المنزلة بين المنزلتين” كان
بالدرجة الأولي أصلا سياسيا بحتا لتقويم الدولة وحاكمها قبل أن يكون موقفا دينيا
تجاه مرتكب الذنوب والكبائر.  وأوجبوا
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكل الوسائل الممكنة لتقيويم الدولة وحاكمها .

أما حُكام بني أمية فحدث ولا حرج ولا داعي للاستطراد في ذكر أمثلة كثيرة منهم .. 
فملك يزيد لم يقم علي شئ واحد يرضاه الحسين لدينة او لشرفه او للامه الاسلامية
..فيكفي حادثة مقتل الحسين سيد الشهداء الذي قُتل وجُزّ رأسه عن جسده ومنعوهم من
دفن الجثث أو الصلاة عليها حتي صاحت زينب -رضي الله عنها- :يا محمداه ! هذا الحسين
بالعراء وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفي عليها الصبا ..وأخذ بنات رسول الله سبايا وجابوا
بهم الصحراء حتي حينما حملت رأس الحسين إلي يزيد قال فيه ما لا ينبغي أن يقال في
مثله ولكم الرجوع إلي ما قاله إن أردتم

 ما قاله عبدالملك بن مروان يوم توليه حين
قام وخطب في الناس وقال “لا يأمرني أحدٌ بعد مقامي هذا بتقوي الله إلا ضربت
عنقه” .

وها هو الحجاج الذي رمي الكعبة بالمنجنيق وحرق أستارها ، وأهان صحابة رسول الله
ومنهم أنس بن مالك  الذي سبه ولعنه وختمه
في عنقه ..


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.